حياٌة أدبًا "الثقافةُ لا تُشرى ولا تُباع" ألثلاثيَّة-ناجي نعمان (لبنان)
طنجة/الأدبية، الجريدة الثقافية لكل العرب. ملف الصحافة 02/2004. الإيداع القانوني 0024/2004. الترقيم الدولي 8179-1114 

 
حياة أدبا

حياٌة أدبًا
"الثقافةُ لا تُشرى ولا تُباع"
ألثلاثيَّة

  ناجي نعمان    

1- ألثلاثيَّات
ألطُّفولةُ
أنا، فراشةٌ عندَ نَبع الحَياة،
بَراءةٌ، تِلقائيَّةٌ، رَجاءُ صَلاة،
عَجينٌ لَيِّنٌ بين أنامِلِ نَحَّات:
ألطُّفولةُ أنا، حِصنُ الغَدِ، حَصِّنوني

ألأمومَةُ
هي، نَبعُ الحَياة المُتَدَفِّق،
عَطاءٌ، رَهافَةٌ، قَداسَةُ عاشِق،
قلبٌ ذائِبٌ في كلِّ خافِق:
ألأمومَةُ هي، مُعْتِقَةُ الإنسان، أَعْتِقوها

ألأبُوَّةُ
هو، نابِشُ النَّبع بالجُهدِ،
بَذلٌ، تَضحيةٌ، هِمَّةُ الأُسُدِ،
عَرَقٌ يَرْشَحُ على الخَدِّ:
ألأبُوَّةُ هو، دَوْرَةُ الحَياة، أَكْرِموه
***
 ألحُبَّ
نَطْلُب،
إكْسيرَ حَياة، ولَطافَةَ مَوْت؛
ألحُبَّ نَطْلُب، بمحبَّةٍ، بمَودَّةٍ، لِهَناء؛
ألحُبَّ نَطْلُب،
فَلْيُعْطِه كلٌّ الجميعَ

ألحُرِّيَّةَ
نُريد،
نَبْضَ حَياة، وعُنفوانَ مَوْت؛
ألحرِّيَّةَ نَطلُب، بإصرارٍ، بشَهادةٍ، لِكرامة؛
ألحرِّيَّةَ نَطْلُب،
فَلْيَحْتَرِمْها كلٌّ لدى الجَميع

ألسَّلامَ
نَنْشُد،
مِشوارَ حَياةٍ، وسَكينةَ مَوت؛
السَّلامَ نَنْشُد، بحِوارٍ، بعَمَلٍ، لارتِقاء؛
ألسَّلامَ نَنْشُد،
فَلْيَسْعَ له كلٌّ للجميع
***
بالعَدالةِ،
بما اسْتَطَعْنا منها،
نَحيا، ونَسْتَمِرّ،
وبغَيرها، نَموتُ، نَضْمَحِلّ؛
بالعَدالةِ نحنُ بَشَر،
بغَيرها لسنا بِبَشَر

بالمُساواةِ،
بما اسْتَطَعْنا منها،
نَحيا، ونَسْتَمِرّ،
وبغَيرها، نَموتُ، نَضْمَحِلّ؛
بالمُساواةِ نحنُ بَشَر،
بغَيرها لسنا بِبَشَر

بالمُشارَكةِ،
بما اسْتَطَعْنا منها،
نَحيا، ونَسْتَمِرّ،
وبغَيرها، نَموتُ، نَضْمَحِلّ؛
بالمُشارَكةِ نحنُ بَشَر،
بغَيرها لسنا بِبَشَر
***
 ألأرضَ،
كلَّ الأرضِ أُحِبّ،
فالأرضُ، كلُّ الأرضِ، وَطني، ومَلاذي

ألطَّبيعةَ،
كلَّ الطَّبيعةِ أَصون،
فالطَّبيعةُ، كلُّ الطَّبيعةِ، بَيتي، وثَروَتي

ألخَيراتِ،
كلَّ الخَيراتِ أُنَمِّي،
فالخَيراتُ، كلُّ الخَيراتِ، لي، ولأخوَتي
***

ألخَيرُ،
ما الخَيرُ سوى حَصادِ ما يُزْرَعُ فينا، ونَزْرَع

ألشَّرُّ،
ما الشَّرُّ سوى حَصادِ ما يُزْرَعُ فينا، ونَزْرَع

أللهُ،
ما اللهُُ سوى حَصادِ ما يُزْرَعُ فينا من خَيرٍ، ونَزْرَع،
وطَرْحِ ما يُزْرَعُ فينا من شَرٍّ، ونَزْرَع
***
ألإنسانُ
واحدٌ، أيًّا كانَ، أنَّى، وحَيثُما،
فلِمَ، يا تُرى، التَّفرِقَة؟

ألحقيقةُ
واحدةٌ، مَهما فَتَّشنا، وحَيثُما،
فلِمَ، يا تُرى، التَّعَصُّب؟

ألنِّهايةُ
واحدةٌ، أيَّا تَكُن،
فهَيَّا بنا نَسعى لِرَفاهٍ، لِسعادةٍ، وللجميع
***
ألكونُ
هُوِيَّتي، والنَّاسُ، كلُّ النَّاسِ، أهلي

صَديقي
البَشَرُ، الحَيوانُ، النَّبتُ،
وفي البَحرِ، الفَضاءِ، الخَيالِ، مَرتَعي

ألأنسَنةُ
مَطمَعي، والنَّاسُ، كلُّ النَّاسِ، أحبَّتي
***
بَقاء :
أُولَدُ، أَمَوت،
أُوجَدُ، أَنْعَدِم،
لا يَهُمُّ،
فبالاندِماج كُنْتُ،
ولا أزالُ، وسأَبْقى

عائلة :
أللهُ أبي، خَلْقُه أمِّي، بَشَرُها أهلي،
معَهم، علَيها، فيه،
أَعيشُ، أُحافِظُ، أَذوب

سُمُوّ :  
ألرُّوحُ زَوجي، الخَيالُ وَلَدي، الأنسَنَةُ حَفيدَتي،
بِها، عَبرَه، من أجلِها،
أَسْمو، أُحَلِّقُ، أَشْقى

2- ألثنائيَّة
أللهُ هنا،
وأنا إلى جانبه

أَراهُ،
أَراهُ في الزَّهرةِ،
في النَّسَمَةِ، في الخَيال،
وما بَعدَ الخَيال

أَسْمَعُه،
أَسْمَعُهُ في الزَّهرةِ،
في النَّسَمَةِ، في الخَيال،
وما بَعدَ الخَيال

أُدْرِكُه،
أُدْرِكُهُ في الزَّهرةِ،
في النَّسَمَةِ، في الخَيال،
وما بَعدَ الخَيال

نَعَم،
أَراهُ، أَسْمَعُهُ،
أُدْرِكُه في الزَّهرةِ،
في النَّسَمَةِ، في الخَيال،
وما بَعدَ الخَيال
***
أنا هنا،
واللهُُ إلى جانبي

يَراني،
يَراني عَبْرَ الزَّهرةِ،
عَبْرَ النَّسَمَةِ، عَبْرَ الخَيال،
وما بَعدَ الخَيال

يَسْمَعُني،
يَسْمَعُني عَبْرَ الزَّهرةِ،
عَبْرَ النَّسَمَةِ، عَبْرَ الخَيال،
وما بَعدَ الخَيال

يُدْرِكُني،
يُدْرِكُني عَبْرَ الزَّهرةِ،
عَبْرَ النَّسَمَةِ، عَبْرَ الخَيال،
وما بَعدَ الخَيال

نَعَم،
يَراني، يَسْمَعُني،
يُدْرِكُني عَبْرَ الزَّهرةِ،
عَبْرَ النَّسَمَةِ، عَبْرَ الخَيال،
وما بَعدَ الخَيال
***
أللهُ هنا،
وأنا هنا،
أأنا إلى جانبه،
أم هو إلى جانبي؟
أَخَلَقَني، أم خَلَقْتُه؟
لا طائِلَ في السُّؤال،
ونحنُ، والزَّهرةُ،
والنَّسَمَةُ، والخَيالُ،
وما بَعدَ الخَيال،
في اندِماج

3- ألأحاديَّة
ما
بينَ أديانٍ قد تُفَرِّق،
وأنسَنَةٍ لا بُدَّ تُوَحِّد،
لا حاجةَ للتَّردُّد في الاختِيار،
فوحدَها الأنسَنَةُ تَجمَعُ
مَن لَم تَسمَعْ أُذُناه
زَقزَقَةَ العصافير،
ومَن لَم تَطَأْ قَدَماه
أرضَ الصَّحراء



  من "المُسالِم" - الجُزءُ الثاني
©الحقوق محفوظة - دار نعمان للثقافة
  ناجي نعمان (لبنان) (2009-11-04)
Partager

تعليقات:
أضف تعليقك :
*الإسم :
*البلد :
البريد الإلكتروني :
*تعليق
:
 
 
الخانات * إجبارية
 
   
   
مواضيع ذات صلة

حياٌة أدبًا

متابعات  |   ناصية القول  |   مقالات  |   سينما  |   تشكيل  |   مسرح  |   موسيقى  |   كاريكاتير  |   قصة/نصوص  |   شعر 
  زجل  |   إصدارات  |   إتصل بنا   |   PDF   |   الفهرس

2009 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة الأدبية
Conception : Linam Solution Partenaire : chafona, sahafat-alyawm, cinephilia